حب الوطن مصطلح متعدد الدلالات، ما بين دلالات إنسانية ثقافية وأحيانًا سياسية، وبعيدا عن اختلافات معنى المصطلح من حيث الجغرافيا، والسياق، والفلسفة، هو شعور عام ينطبق على جميع البلدان والشعوب، والحب الوطني هو إخلاص الشخص لبلده، وهو شعور مرتبط بالوطنية.

حب الوطن بالأفعال لا الأقوال:

 لا يكون حب الوطن بالأقوال والشعارات فقط، بل بالأفعال التي تدل على الانتماء الحقيقي لترابه الطاهرة، فيبدأ غرس هذا الحب من الأسرة، فالأب والأم يجب أن يُعلّموا أبناءهم الوفاء للأرض، كما أنّ للمدرسة دورًا في تنمية شعور حب الوطن، من خلال تفهيم الطلبة لحجم دورهم في النهضة والتقدم. بالإضافة إلى ما سبق، للجامعة أيضًا دور عملي مهم، حيث يُعبّر الطلبة في هذا الصرح عمليًا عن انتمائهم وحبهم للوطن، من خلال إقامة الفعاليات المتنوعة، وعمل أبحاث علمية من شأنها رفع اسم الوطن عاليًا، مع الحرص على تحقيق أعلى العلامات في الدراسة، قال الشاعر مفدي زكريا: بلادي أحبك فوق الظنون وأشدو بحبك في كل نادي عشقت لأجلك كل جميل وهمت لأجلك في كل وادي ومن هام فيك أحب الجمال وإن لامه الغشم قال: بلادي
حب الوطن من الإيمان :

حب الوطن نابع من إيمان عميق وإخلاص شديد، وواجبنا اتجاه ذلك أن يكون حاضرًا في أدعيتنا في ساعات الاستجابة، والدعاء بدوام الأمن والأمان عليه، كتلك التي دعا بها سيدنا إبراهيم عليه السلام لمكة المكرمة، في قوله تعالى: (وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ اجْعَلْ هذَا بَلَدًا آمِنًا وَارْزُقْ أَهْلَهُ مِنَ الثَّمَرَاتِ مَنْ آمَنَ مِنْهُم بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ). كما أنّ إظهار حب الوطن يكون بالالتزام في القوانين والأنظمة فيه، ومعرفة الحقوق والواجبات، والعمل بالمعاني التي أوصى بها الإسلام، مثل: التعاون ونشر المحبة بين الأفراد ومحاربة العنصرية والأمانة والإخلاص والتسامح والعفو عند المقدرة، فهكذا يبني المواطنون أوطانهم بالسلوك والأفعال السليمة والإيجابية، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.
الوطن هو أغلى ما في الوجود، أكد ذلك القرآن الكريم وسيد الخلق حين ودع مكة قال: (وَاَللَّهِ إنَّكِ لَخَيْرُ أَرْضِ اللَّهِ، وَأَحَبُّ أَرْضِ اللَّهِ إلَى اللَّهِ، وَلَوْلَا أَنِّي أُخْرِجْتُ مِنْكِ مَا خَرَجْتُ) وفي حديث آخر قال ( ﷺ ): (مَا أَطْيَبَكِ مِنْ بَلَدٍ وأَحبَّكِ إلَيَّ، وَلَوْلَا أَنَّ قَوْمِي أَخْرَجُونِي مِنْكِ مَا سَكَنْتُ غَيْرَكِ) قال تعالى (إِنَّ الَّذِي فَرَضَ عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لَرَادُّكَ إِلَى مَعَادٍ قُل رَّبِّي أَعْلَمُ مَن جَاءَ بِالْهُدَى وَمَنْ هُوَ فِي ضَلالٍ مُّبِينٍ) وعنده (ﷺ) يقين أنّ الله سبحانه وتعالى سوف يرجعه إلى مكة المكرمة ناصرًا، إن الرسول ص بعد خروجه واستقراره بالمدينة لم ينس وطنه الأول بل ظل 

Back Download PDF Download Word